أشهر سيدة أعمال في الجزائر تكتب رسالة إلى الرئيس تبون تصف فيها الوضع في البلاد بـ"الاضطهاد" وبـ"تسمم الحالة الاجتماعية" قبل أن تفر إلى فرنسا
أدت رسالة بعثت بها رئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسة الجزائرية، التي تمثل رجال ونساء الأعمال أصحاب مقاولات القطاع الخاص، سعيدة نغزة، إلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لاختفائها من الجزائر، وسط حديث عن كونها فرت إلى فرنسا إثر الانتقادات التي وجهتها إلى النظام الاقتصادي وطريقة التحكم فيه.
وتحدث نشطاء جزائريون معارضون مقيمون في الخارج، عن أن نغزة، وهي سيدة أعمال جزائرية معروفة، فرت إلى فرنسا بعد سلسلة من التهديدات التي تلقتها إثر رسالتها، وبعد الرد الذي جاءها عبر وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية قبل أيام، قالت فيه إن المعنية بالأمر "خطت نصا بائدا ومتنكرا لكل الإصلاحات التي بادرت بها البلاد منذ سنة 2020 من أجل تصويب مالية الدولة".
وأوردت وكالة الأنباء أن "المضمون الفارغ الذي تقدمه هذه الرسالة والبعيد كل البعد عن التطورات الحاصلة في العالم، يُظهر أن هذه السيدة تقصي نفسها بنفسها من النقاش الاقتصادي الهادف والمتجانس"، متسائلة "لماذا هذه الرسالة في هذا الوقت تحديدا، إن لم تكن نسخة محسنة للضغوطات التي تذكر بزمن مضى، حين كانت جماعات ضاغطة ولوبيات والأوليغارشية يبتزون الدولة؟".
وكانت نغزة قد تحدثت في رسالتها عن "تسمم الحالة الاجتماعية والاقتصادية للبلد"، مبرزة أن "مناخ الأعمال يعاني من انعدام الثقة والارتفاع العام لمختلف الأسعار"، موردة "اتلقى التماسات متكررة من رسال أعمال يشتكون من الاضطهاد والضغوط المختلفة من مختلف ممثلي الدولة"، بينما يشكو آخرون من الغرامات التي تفرضها لجنة من خمسة وزراء".
وتابعت الرسالة "حاليا نرى ارتفاع الأسعار وندرة المنتجات بسبب قيود "ألجيكس" وغيرها من التراخيص المطلوبة مثل التراخيص التقنية الصادرة عن وزارة الزراعة والشهادات التنظيمية الصادرة عن وزارة الصناعة"، موردا "لا نعرف كيف تعمل ووفقا لأي معايير"، داعيا إلى إنشاء لجنة تحقيق لتحديد كيفية إصدار تراخيص وحصص الاستيراد".
ومن الأمور الخطيرة التي أفصحت عنها الرسالة الموجهة إلى تبون أنه في الوقت الذي يعاني منه العالم بأسره من جفاف عام يُنذر بمجاعة كبيرة، ما أدى إلى توجه البلدان نحو تخزين وتوريد المواد الخام والضرورات الأساسية، فإن النية في الجزائر تتجه إلى "خلق الندرة التي سندفع ثمنها غاليا، في غياب تدابير حازمة لتدارك الوضع".
وخلصت الرسالة إلى أن الكثيرين من رجال الأعمال الجزائريين "عبروا عن ندمهم لقضاء حياتهم في بناء المصانع، والاستثمار في مشاريع جديدة توظف مئات العمال، لينتهي بهم الأمر تحت رحمة أصغر بيروقراطي، في الوقت الذي يواصل فيه العاملون في القطاع غير الرسمي أنشطتهم خارج كل هذه الضغوط في رأسمال قدرتموه بـ90 مليار دولار".
وكانت نغزة قد تفاعلت مع ما نُشر في وكالة الأنباء الرسمية، في جواب جاء فيه "يحز في نفسي وبكل صدق وإخلاص للوطن ومؤسسات الدولة الشامخة، أن أنتقد مؤسسة وكالة الأنباء الجزائرية التي من المفروض تترجم الصدق والمصداقية، البيان الثابت واللسان القاطع والجازم للدولة الجزائرية، وأسمح لنفسي بانتقاد كاتب المقال ورئيس التحرير والمسؤول عن إدارة المؤسسة لارتكابهم هذه الحماقة والتهجم الصارخ في حقي كمواطنة قبل أن أكون مسؤولة ورئيسة كنفدرالية".